منتدى الشيخ ابو محمد السوسي 00212681819296
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


علاج كل أنواع السحر و المس و الأمراض الروحية سرعة الزواج للمعطلة جلب الحبيب أمر الطاعة و الإصلاح للزوجين لتيسير المعاملات و القبول في مجال العمل و التجارة أعمال المحبة والقبول والبغضة فك وعلاج أمراض السحر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
علاج كل أنواع السحر و المس جلب الحبيب أمر الطاعة و الإصلاح للزوجين لتيسير المعاملات المحبة والقبول والبغضة فك وعلاج أمراض السحر
....00212681819296....00212681819296.....00212681819296

 

 الإصابة بالعين وعلاقتها بالحسد ..الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ ابو محمد السوسي
Admin



المساهمات : 8212
تاريخ التسجيل : 04/07/2017
العمر : 54
الموقع : sousimohamed.ahlamontada.com

الإصابة بالعين وعلاقتها بالحسد ..الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: الإصابة بالعين وعلاقتها بالحسد ..الجزء الثاني   الإصابة بالعين وعلاقتها بالحسد ..الجزء الثاني Emptyالثلاثاء يوليو 04, 2017 7:06 am

الشيطان والإصابة بالعين:
VisualCortex 000200
وما يعنينا هنا إدراك علاقة الشيطان بالنظرة، خاصة إذا ثبت لنا أن للجن نظرة كما أن للإنس نظرة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، ثم أعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذهما، وترك ما سوى ذلك.() فقدم ذكر عين الجن على عين الإنس لشدتها وخفائها وسرعتها، فللعين سرعة في الإصابة بالأذى، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين). () وقالت أسماء بنت عميس: (ولكن العين تسرع إليهم). () وهذا يفيد أن لها سرعة تزيد وتنقص فى سباق خاسر لها مع القدر، فليست النظرة بالسرعة التى تسبق قدر الله تعالى. لما عالج النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة لما أصابه سهل بن حنيف بالعين فضرب صدره بيده ثم قال: (اللهم أذهب عنه حرها وبردها ووصبها).() و(حرها) كناية عن سرعة إصابتها المعيون، و(بردها) كناية عن بطئها، والحارة أشد في الأذى، فلا يمكن رد وصبها أي مرضها قبل علاج المعيون أو إسعافه.

كثير منا يتصور في مخيلته أن العين أو النظرة مرتبطة بعين الإنسان، وأنها منبع الأذى والضرر، فبمجرد أن ينظر العائن أو الحاسد إلى شيء بعينيه يصيبه بالأذى، والحقيقة؛ أن هذا فهم يخالف الواقع تماما، فمنشأ هذا الفهم الخرافات والأساطير والخيال الشعبي. قد تكون رؤية العائن سبب في حدوث الأذى، لكن أن يصدر هذا الأذى عن ذات العين، فهذا لا يوجد عليه دليل عقلي أو شرعي يدعمه، وأي ادعاء خلاف هذا فهو اجتهاد خاطئ، ومزاعم باطلة، لا يمكن إثباتها، ولا دليل عليها يمكن الركون إليه.
في واقع الأمر؛ أن العين مجرد آلة وظيفتها الرؤية Vision، ولأنها تقع في مقدمة الوجه فإنها تقوم باستقبال الضوء، ليمر من خلال عدسة العين لتقع الصورة على شبكية العين، والتي تنقل الصورة إلى مركز الإبصار في المخ. بينما البصر Optic وهو معيار الإبصار من العمى، ويتم في مركز الإبصار خلف الرأس، وتحديدا في الفص الخلفي للمخ، ويسمى الفص القذالي Occipital lobe. بدليل أن النائم يرى في منامه صورا مختلفة، رغم أن النائم مغمض العينين، فما يراه من صور تقع في مركز الإبصار في المخ. إذن فالعين وظيفتها الرؤية، ولا قدرات لها على إلحاق الأذى، مما يدل على وجود عين أخرى ذات قدرة إحداث هذه الأضرار.

فمن الممكن أن يسمع إنسان عن آخر خيرا ورغم أنه لم يره من قبل، ولا يراه أثناء سماع الكلام عنه، إلا أنه يصاب بالأذى، فمن الممكن للضرير أن يصيب آخر بالعين رغم أنه فاقد العينين تماما، إذن فعين الإنسان بريئة من هذا الاتهام. والحقيقة أن العين ليست المقصود بها آلة عين الإنسان، إنما المقصود بها عين الشيطان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العين حق ويحضر بها الشيطان وحسد ابن آدم).() وفي مقاييس اللغة: وتأول الناس قوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97، 98]، أي أن يُصيبوني بسُوء. فيكون معنى الحديث أن العين حق، ويصيب بها الشيطان الإنسان بسوء، إذن فالشيطان هو من يصيب بعينه إن أدرك وجود نعمة على المعيون، وليست عين الإنسان هي المسؤولة عن وقوع الآذى.
فالعين تقتل الإنسان لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر).‌() بل العين تقتل أكثر الأمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس).() وقوله (بالأنفس) أي بالعين. فإن كانت العين ينفذها الشيطان، فإن أعداءنا من الجن يقتلون أكثر هذه الأمة، وهذا له شاهد من قوله صلى الله عليه وسلم: (فناءُ أمتِي بالطعنِ والطاعونِ) قالوا: يا رسولَ اللهِ هذا الطعنُ قد عرفناه فما الطاعونُ؟! قال: (وخزُ إخوانِكم من الجنِّ، وفي كلٍّ شهادةٌ).() والطاعون هل كل مرض عضال، ومستعصي، لا يعلم له دواء، ولا يقتصر اللفظ على مرض الطاون المعروف.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة).() وقوله (كل عين لامة) نجد أن كلمة (لامة) لها عدة معان مختلفة، ففي لسان العرب (والعَين اللامّة: التي تُصيب بسوء. يقال: أُعِيذُه من كلِّ هامّةٍ ولامّة). فإن كانت العين تحمل صفة الإصابة بالسوء، فلا يمكن أن يقول بعدها (لامة) تكرار لمقتضى المعنى، لأنه لا يوجد عين تصيب بسوء، وأخرى تصيب بخير حتى نميز إحداهما عن الأخرى بتكرار صفة ملازمة للعين. كما في رقية جبريل عليه السلام قال: (بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، وعين حاسد، بسم الله أرقيك، والله يشفيك).‌ () ‌فقوله (وعين حاسد) فيه فصاحة، لأنه نسب العين إلى الحاسد، وهذا تخصيص، فهناك عين من حاسد، وهناك عين بسبب أن صاحب النعمة لا يبرك على نفسه وماله. وعليه فلا يصح لغة أن تكون كلمة (لامة) في هذا الموضع بمعنى عين تصيب بسوء.

أما المعنى الذي أراه يصح هنا أن (عين لامة) من اللمم، أي عين تصيب بالمس من الجن، ففي لسان العرب (واللّمّة واللَّمَم، كلاهما: الطائف من الجن. ورجل مَلمُوم: به لَمَم، وملموس وممسُوس أي به لَمَم ومَسٌّ، وهو من الجنون. واللّمَمُ الجنون، وقيل طرَفٌ من لجنون يُلِمُّ بالإنسان، وهكذا كلُّ ما ألمَّ بالإنسان طَرَف منه؛ وقال عُجَير السلوليّ: وخالَطَ مِثْل اللحم واحتَلَّ قَيْدَه، بحيث تَلاقَى عامِر وسَلولُ وإذا قيل: بفلان لَمّةٌ، فمعناه أن الجن تَلُمّ الأَحْيان ( قوله: تلم الاحيان؛ هكذا في الأصل، ولعله أراد تلمّ به بعض الأحيان). وفي حديث بُرَيدة: أن امرأة أَتت النبي، صلى الله عليه وسلم، فشكت إليه لَمَماً بابنتِها؛ قال شمر: هو طرَف من الجنون يُلِمُّ بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه، فوصف لها الشُّونِيزَ وقال: سيَنْفَع من كل شيء إلاَّ السامَ وهو الموت. ويقال: أَصابتْ فلاناً من الجن لَمّةٌ، وهو المسُّ والشيءُ القليل؛ قال ابن مقبل: فإذا وذلك، يا كُبَيْشةُ، لم يكن إلاّ كَلِمَّة حالِمٍ بَخيالٍ قال ابن بري: قوله فإذا وذلك مبتدأ، والواو زائدة؛ قال: كذا ذكره الأخفش ولم يكن خبرُه: وأنشد ابن بري لحباب بن عمّار السُّحَيمي: بَنو حَنيفة حَيٌّ حين تُبْغِضُهم، كأنَّهم جِنَّةٌ أو مَسَّهم لَمَمُ واللاَّمَّةُ: ما تَخافه من مَسٍّ أو فزَع). ()

في حقيقة الأمر؛ وبحكم الخبرة والتجارب الكثيرة التي مرت علي، أستطيع أن أقول وبكل ثقة، العين ما هي إلا نوع من المس الشيطاني للمعيون، وسحر من شياطين الجن، وكم من مرة حضر الشيطان المكلف بالعين، ونطق على لسان المصابين، وتم علاجهم كعلاج المس والسحر تماما، وشفاهم الله عز وجل. بل من هؤلاء الشياطين من أسلم قبل أن يكتمل علاج المصابين بالعين، ثم قام المريض سليما معافى ليس به سوء، وحل الله تبارك وتعالى كل المشكلات التي كانت تقف عقبة في طريق حياتهم.
مما أذكره؛ أن إحداهن كان يضيق على زوجها رزقه، فقد كانت محسودة على زوجها، رغم أنه موظف بسيط الحال، فتعطل رزقه، وتأخرت رواتبه الشهرية، وأثقل بالديون. فتم علاجها، وأسلم الشيطان المعيان، فلما شفاها الله عز وجل وسع الله على زوجها رزقه، واستلم كل رواتبه المعطلة، وقضى دينه بفضل الله، وعاد رزقه إلى ما كان عليه.

وأذكر كذلك طفلة صغيرة كان شعرها ملبدا، ويتساقط، وفيه من القمل الكثير، رغم أن الأسرة غاية في نظافة، واستعملت الأم كل وسائل النظافة للقضاء على القمل وبدون أدنى فائدة. وكانت هذه الطفلة قد أصيبت بعين بسبب جمال شعرها، حين كانت تسبح مع صديقاتها في حمام السباحة، وحضرت شيطانة عجوز شمطاء خبيثة، وكانت غاية في القذارة، وقد رأت الأم هذه الشيطانة، لأنها كانت مصابة بسحر ولديها كشف سمعي وبصري. فكانت تلك الشيطانة تحضر على البنت، وتصيبها بهذا الأذى في شعرها، فتعاملنا مع الحالة وشفى الله هذه الطفلة، وعاد لشعرها جماله ونظافته بمجرد انتهاء الجسة، وكأن شيئا لم يكن.

الحسد والإصابة بالعين: لن أتناول الحسد تناولا وعظيا، فهذا ليس بابه، إنما أريد فقط أن أبين مساوئ الحسد، وأكشف أحد أهم أضراره، وكيفية تسببه في الإصابة بالعين. فالحسد هو تمني زوال النعمة عن المنعم عليه، قال تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) [البقرة: 109]. وقال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ) [النساء: 54]. وقد أمر الله تعالى بالتعوذ من شر الحاسد فقال: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [سورة الفلق].

والحسد أدناه الغبطة وهي تمني مثل نعمة غيرك، وأعلاه النقمة وهي تمني زوال النعمة عن صاحبها، وذهابها إلى الحاسد، وأن تستبدل النعمة لدى المحسود بمصيبة، كما نقم فرعون من السحرة حين أسلموا، قال تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) [الأعراف: 123؛ 126]. فأراد أن يردهم عن نعمة الإسلام، ثم أبدلهم بها التعذيب والقتل، لذلك قالوا له: (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا). وتمني متع الدنيا، والنظر والتطلع إليها، هو من الغبطة المذمومة والتي قد تفتن الإنسان لقوله تعالى: (وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [طه: 131].

والغبطة من الحسد المذموم، عدا في أمرين ذكرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (لا حسدَ إلا في اثنتَينِ: رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتلوه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ، فسمِعه جارٌ له فقال: ليتَني أوتيتُ مِثلَ ما أوتيَ فلانٌ، فعمِلتُ مِثلَ ما يَعمَلُ، ورجلٌ آتاه اللهُ مالًا فهو يُهلِكُه في الحقِّ، فقال رجلٌ: ليتَني أوتيتُ مِثلَ ما أوتيَ فلانٌ، فعمِلتَ مِثلَ ما يَعمَلُ). () المقصود بقوله (لا حسدَ إلا في اثنتَينِ) أي الغبطة المحمودة، فهذا من الحسد المباح؛ أي تمني مثل نعمة غيرك، وما غير ذلك من الغبطة، فهو من الحسد المذموم. فالحسد والغبطة المباحة في تمني القيام بالعمل الصالح، لا في تمني الدنيا ومتاعها الزائل، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء. قال: ولقيت عبادة بن الصامت فحدثته بحديث معاذ، فقال: سمعت رسول الله يقول عن ربه تبارك وتعالى: حقت محبتي على المتحابين في، وحقت محبتي على المتناصحين في، وحقت محبتي على المتباذلين في، وهم على منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء والصديقون). () فالأنبياء والشهداء لن يتمنوا متاع الدنيا الزائل، ولكن مناهم في العمل الصالح، فقوله: (لا حسدَ إلا في اثنتَينِ) من باب المجاز البياني، لا من باب الحصر، وإلا فأبواب العمل الصالح لا حصر لها.

ولا يقتصر الحسد على التمني فقط، وإنما يشمل كذلك الأخذ بأسباب تحقيق هذه الأمنيات، من عداوة وبغضاء ومحاولات إزالة النعمة عن المحسود. إذن فالحسد آفة من أسوأ أمراض القلوب، وداء يصيب النفس البشرية، لقوله صلى الله عليه وسلم: (دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ، هيَ الحالقةُ، لا أقولُ تحلقُ الشَّعرَ، ولَكن تحلِقُ الدِّينَ. والَّذي نفسي بيدِهِ لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أفلا أنبِّئُكم بما يثبِّتُ ذلِكَ لَكم؟! أفشوا السَّلامَ بينَكم). () وسلوك مشين يصدر عن الإنسان، فلا ينتفع معه بحسنات، بل يضيع الحسد الحسنات ويبددها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ الحسدَ يُطفِئُ نورَ الحسناتِ). () والحسد يفسد الإيمان، فيحسب الحاسد أنه صحيح الإيمان ويغتر بإيمانه، ولا يشعر أن إيمانه أفسده الحسد، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الحسَدُ يُفسدُ الإيمانَ، كَما يفسِدُ الصَّبرُ العسلَ). ()

إذا كان الشيطان مسؤول عن الإصابة بالعين، فإن الشيطان يستغل حسد ابن آدم فيندفع لتحويل الحسد من مجرد أمنيات شريرة إلى أذى حقيقي يصيب بالمحسود، فالعلاقة بين العين والشيطان والحسد ثابتة في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العين حق، ويحضر بها الشيطان، وحسد ابن آدم).() والشيطان يستغل أمراض القلوب إما ليسيطر على البشر وتوجهاتهم، فيحركهم بحسب هواه، وإما أن يبدد بها حسناتهم وكأنها لم تكن، وذلك من خلال بث البغضاء والكراهية بين المؤمنين، والتحريش بينهم، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّيطانَ قد أيِسَ أن يعبُدَه المصلُّونَ في جزيرةِ العربِ ولَكنْ في التَّحريشِ بينَهم). () قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين تمني زوال النعمة والسعي في إزالتها، وبين البغضاء، أي شدة الكراهية، فقال: (دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ). والكراهية ضد الحب، والمحبة لا تتحقق إلا بالسلام والوئام بين الناس، لذلك قال: (والَّذي نفسي بيدِهِ لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أفلا أنبِّئُكم بما يثبِّتُ ذلِكَ لَكم؟! أفشوا السَّلامَ بينَكم). فاتباع السلم والمحبة يعني تخلينا عن اتباع خطوات الشيطان، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [البقرة: 208]. وخطوات الشيطان تؤدي بنا إلى الوقوع في العداوة والبغضاء قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء) [المائدة: 91]. ولنتنبه أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين ويحرش بينهم، ويغريهم ببعضهم البعض، لذلك نجد النزاعات على أشدها بينهم، فأمرنا أن نقول أحسن القول لرد كيد الشيطان، قال تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) [الإسراء: 53].

انتفاء البركة والإصابة بالعين: الأصل في سبب تسلط الشيطان بالعين هو إهمال التبريك، أي الدعاء بالبركة، ليس هذا فحسب؛ بل الغفلة عن تجديد التبريك أولا بأول، يكون سبب في تراكم موانع ونواقض البركة بمرور الوقت، من معاصي وذنوب، وغفلة عن طاعة الله عزوجل. لذلك فتجديد الدعاء بالبركة عند كل مناسبة، مطلب هام، لحفظ أنفسنا، وما نملك، ومانع يحول دون من وقوع أذى العين. فالشيطان المعيان يحسد الإنسان، ولا يوقع الشيطان أثر النظرة المدمر على المعيون، إلا إذا غفل الإنسان عن الدعاء بالبركة، فإذا حلت البركة امتنع الشيطان عن إلحاق الأذى. لذلك عاتب النبى صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة ليس على النظرة، ولكن على عدم التبريك فقال: (.. هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت).

دائما ما تقترن العين بالحاسد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل فقال:‌ يا محمد!‌ اشتكيت؟ قلت:‌ نعم، قال:‌ بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، وعين حاسد، بسم الله أرقيك، والله يشفيك).‌ () فرقية جبريل عليه السلام قرن العين العين بالحاسد فقال (وعين حاسد)، فالحسد سبب في الإصابة بالعين. مما دل على أن كل حاسد معيان، وليس كل معيان حاسد، فالإنسان لن يحسد نفسه، ولن يتمنى لها الشر أبدا، لكن قد يصيب صاحب النعمة نفسه بنظرة فيصاب بالأذى، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم من أخيه، أو من نفسه، أو من ماله ما يعجبه فليبركه، فإن العين حق)،()

فالدعاء بالبركة لن يمنع عين الإنسان من النظر، ولكنه يمنع الشيطان من اقتناص الفرصة ليؤذي الإنسان، لانتفاء اجتماع البركة والأذى، فالضدان لا يجتمعان معًا ولا يرتفعان معًا، فانتفاء وقوع الأذى معلق بالدعاء بالبركة، فإذا ترك التبريك وقع الأذى، ولأن ترك الدعاء بالبركة إما يكون نسيانًا أو كسلاً أو حسدًا، فوجب الاحتراز من أذى العين بالمعوذات والأذكار المسنونة التي يستدفع بها البلاء، وعلينا بالدعاء بالبركة سواء على ممتلكات الآخرين أو ممتلكاتنا. فالعين ليست باطلا أو خرافات أو خزعبلات كما يروج لهذا، بل العين حق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استعيذوا بالله من العين فإن العين حق). ()
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sousimohamed.ahlamontada.com
 
الإصابة بالعين وعلاقتها بالحسد ..الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإصابة بالعين وعلاقتها بالحسد ..الجزء الثالث
» الإصابة بالعين وعلاقتها بالحسد .. الجزء الرابع
»  الإصابة بالعين وعلاقتها بالحسد ..الجزء الاول
»  مفردات الاعشاب ( الجزء الثاني )
» ((التعليم النظري المعرفي)) الجزء الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشيخ ابو محمد السوسي 00212681819296 :: القبول والمحبة لجلب الحبيب خلال ساعة :: مملكة القبول والمحبة لجلب الحبيب خلال ساعة-
انتقل الى: